حطيت كفي على
خذي و كنتأمل التحاليل اللي قدامي بكل قوتي قطعتهم طراف طراف و رميتهم فالهوا ،
بداو كينزلو فوق راسي بحال قطرات الشتا و أنا لا ردة فعل ! هزيت يومياتي و مشيت
لآخر صفحة و كتبت النهاية .. الحياة أمرها غريب ، في بعض المرات كتاخذ مسار عكس
التيار كتجبرنا على أننا نتقبلو طريق ماعمرنا خططنا ليه من قبل . كنعسو على حلم
جميل باش نفيقو على واقع مر كنظلو نحسبو ؛ نخططو ؛ نرسمو طريقنا و فالأخير القدر
كيقول كلمتو الأخيرة .
أنا عشت حياتي
دائما ضاربة الحساب لكل خطوة ، كنفكر فقط فالمستقبل ! حياتي مثالية و لا مجال فيها
للخطأ لأنني كنت راسماها مزيان ، ولكن كانت مملة و رتيبة لدرجة وصلاتني للاكتئاب ؛
بجانب أنني صرت منطوية و معقدة و بعض المرات كنفكر ندير حد لحياتي اللي مكتسماش
عيشة فالأصل، و لكن اللي وقع ليا قلب موازين هاذ الحياة هاذي سيمانة و كنحس براسي
ماشي حتى لهيه ديما دايخة و مامنتابهاش. درت فحص طبي؛ اليوم مشيت نشوف نتيجة
التحاليل و هنا كانت الصدمة! طبيب علمني باللي مصابة بمرض خطير للأسف فمراحلو
المتقدمة ، لا فرصة للعلاج! إلى باقي شي عمر ماغنفوتش 3 شهور خرجت مصدومة من العيادة..
رجعت للدار بنظرة أخرى يمكن هاذ المرض عاطيني فرصة للرحيل بلا ماندخل فطرق محرمة ؛
لأنني من مدة كنحس باللي فقدت كل معاني العيش ! حطيت راسي كنتسنى النهاية توصل بعد
طول انتظار .. حاجا وحدة اللي يمكن غتبقى فيا ، أنني غنموت و ماشفت فالدنيا حتى
حاجة ؛ دقيقة هي الأخيرة ماستمتعش بيها .. كان جو من الصفاء الداخلي و الهدوء
ماغيعكرو غير الصداع اللي برا ! خرجت صاعرة و جعكاكتي طالعة للسما نشوف شنو واقع ؛
لقيتها جنى هي اللي منوضة الغبرة فالغيس خبطات بصاكها و كل فردة ديال الصباط
سيباتها فجيه داخلة و كتنهش : مكاين علامن تعول.. غادا جايا و كتهضر غير بوحدها
دوخاتني بالمشي : جلسي و شرحي ليا مالكي .. تجبدات فالفوطوي و كتاكل فظفارها عرفت
القردة طالعة ليها للراس : واحد الصديق هندي كان وصاني نقلب ليه على شاف كويزينيي
لقيت هاذ خيتي عطاتني الكلمة باللي موافقة و دابا متاصلة بيا باللي رفضات .. قلت
بتعجب : كتقلبي على شاف ؟ و هي أنا كنبيع خيزو .. طلعات حاجب و هبطات الاخر : و
عارفينك شاف و من الفوق ماهرة و مجهدة ولكن هاذي ماشي خدمة ففندق 5 نجوم و لا مطعم
فاخر هذا شاب بادي من 0 و كيفكر يدير مشروع صغير بمعنى ماشي هادشي اللي نتي باغا
.. فجأة عجباتني الفكرة : و شنو فيها نجرب .. تبهظات و سولاتني أش واقع ؟ علمتها
بالخبر الحزين و لكن فاجئتها ببرودة أعصابي ! خسرات عليا كلمة وحدة ؛بنت عمتي
العزيزة نتي أصلا ميتة خلوق ماشي عاد . حسيت بيها تصدمات و كتخبي حزنها وسط
كلماتها و قلتليها: غنخدم بلاصة هاذ صاحبتك نشغل راسي بشي حاجة بلاصة مانجلس نتسنى
الموت .. أيدات الفكرة : متافقة معك طاحت فبالي فكرة حسن فرح علاش اللي ماتعيشيش
أيامك الأخيرة ففرح؟ بدلي هاذ جو الدراما اللي حكمتيه على راسك الدنيا فيها بزاف
ديال الحوايج زوينة خاصها تشاف .. دورتها فراسي : نشوف؛ مهم علمي ذاك شاروخان
ديالك باللي غنخدم معاه، نسيت ماسولتكش كيغاندير نتفاهم بعدا مع هاذ خونا ؟ ..
جوباتني : ماتفكريش بزاف راه أولا هو عندو إجازة فالأدب العربي بمعنى كيهضر
بالعربية حسن مني و منك ثانيا عاش فترة طويلة فدبي و ثالثا هو مستقر هاذي 5 سنين
فالمغرب يعني ولا مغربي و الأهم من هادشي كامل هو من أم مغربية.
الفصل 2
وصلنا للكافي
فين درنا معاه غير منين تعطل عن الموعد عرفت السيد و لا مغربي حقيقي ؛ أعدى حاجة
عندي هي الانتظار..
بعضب : جنى ..
قفزات من بلاصتها : واش باغا تسيفطيني قبل منك مالنا على الغواث ..ماتسوقتش
لكلامها : تعطل 15 دقيقة بزاف من دابا مكيحتارمش المواعيد علم الله فين مجلي و
مخلينا جالسين كنتسناو .. سمعت صوت من مورايا : راه منكم خذيت هادشي موالفين
كتعطلو على المواعيد حتى عقلي تبرمج على هاذ القاعدة
تلفتنا لمصدر
الصوت ، شاب طويل و سمر سحر بوليودي هه ؛ وصل حدانا و سلم على جنى ، جات نوبتي طلع
فيا و هبط مد يديه بالنفخة و باغي يسلم ! حتى أنا لعبت معاه لعبة زوينة و تجاهلت
سلامو و خليتو بلاكة ؛ زير على يديه و جلس .. كان الجو متوثر بزاف ماقدرتش ندخل
فراسي فكرة غنخدم معاه ! منيفخ و حاس براسو ماحملتوش و واضحة أنه بادلني نفس
الشعور . شعرات جنى بالجو المكهرب اللي نشئ بيناتنا من أول لقاء، تصرفات عادي و
عرفاتنا على بعضياتنا. حركنا راسنا بجوج بمعنى متشرفين حتى واحد ماهضر مع الثاني ،
كيهضر مع جنى و أنا اللي فالأصل غنخدم معاه فالمشروع و لا عبرني .. كنت جالسة على
أعصابي و مكرهتش نوض نضربها ليه بشي قجة !غمزت جنى بمفهوم نوضي ؛ مهتماتش لطلبي و
هددتها بعيني بمعنى إلى ماناضتش نريب عليها القهوة فوق راسها
..
غادا و كنسوط و
كيف ديما مكتعجبني حتى حاجة ، جنى كتحاول تهضر و تجبد معايا أي موضوع و أنا
مكايناش معاها .. وصلت لموقع التصوير و بطبيعة عملي ككاترينغ فأنا المسئولة على
وجبات الممثلين ، اللي قدمت ليه شي طبق كنبركم فخاطري تاكل فيه السم إن شاء الله
.. المنتج عاق بيا و بالنوايا ديالي ياربي يهضر غير نوضها معاه نتهنى من هاذ
الخدمة زينة
كون غير طلبت
شي مليار منين دعوتي غتحقق ؛ الإنسان بطبعو طماع ها أنا ميتة ها أنا كنطلب الفلوس ! ..
جا معصب : مالك
كتعطي الماكلة بالنفخة لا تكوني جايبة التقدية من دار باك غتخدمي كيف موالفة هو
هذاك غتبداي تبعككي..
طلع ليا كلشي
فراسي و قبل مايكمل قطعتو : شوف نتا عييت صابرة ليك على زين خلاصك بعدا (حيدت الطابلية)
شفتي هاذ الخدمة ربح بيها و جيب شي روبو اللي يصبر لحماقك و باش نفيقك من الغيبوبة
راك فاشل و أفلامك فاشلة و الممثلين فاشلين .. عروقو خرجو بقوة الغضب : هادشي كامل
مخبياه تبارك الله عليك سيري بحالك مابقيتش بغيت نشوفك هنا .. فرحت من طلبو: شكرا
شرف ليا نتخلص من هاذ الخدمة ديال الذل (تدخلات واحد الممثلة تفكنا حتى هي جمعتها)
نتي إلى تشهرتي أجي عكري ليا بالسيليسيون غير كيديرو ليك خاطرك حيتاش بنت المخرج و
صافي أما والو مافيدكش نعرف نمثل حسن منك يالفنيانة ماشي فنانة ؛لا زين لا موهبة !
و كتزيديها فمقابلاتك أنا مكنحملش اللي يقوليا نتي مشهورة غير بالشكل، شكون كذب
عليك ؟
حسيت باللي
بردت و العافية اللي شاعلة طفات ، خرجت وهازا راسي و حاسة بالنصر اللي تمنيتو تحقق
ووقفت فوجه المنتج و ذيك باربي .. دخلت للدار لقيت جنى مقلقة سولتها مالها جبدات
تيليفون كتوريني مسج :هذيك بنت عمتك مالها أول مرة تشوفني و مخنزرة فيا تقول
خاطفها و لا مبزز عليها تخدم معايا .. فكرت نقول لجنى تسيفط مسج باش طلب منو
السماحة و لكن مصطلح الاعتذار ماعنديش فقاموسي .. خاصني نخليه هو يجي يقلب عليا
بلا مانهضر معاها جريتها من يديها و دخلت للكوزينة و صاوبت واحد مولاتي الشهيوة
تاكل صبعانك موراها و عطيتها لجنى تديها ليه يذوقها ، و بهاذ الطريقة هو اللي
غيطلب مني نخدمو بجوج . هزات جنى الأكلة و خرجات مادازت حتى ربع ساعة سيفطات مسج
باللي راهول قابل يخدمني معاه ؛ الحريرة اللي خلات شاروخان يحماق على المغرب هي
نفسها اللي خلات راهول يوافق على خدمتي .. تبعت العنوان اللي عطاتني جنى ووصلت
للمطعم مكان شبه قديم و خاصو بزاف ديال الإصلاحات .. كان جالس و مركز كيدخل شي
معلومات فالبيسي ، لقيت التحية و بلا مايوشف فيا شير ليا نجلس فالكرسي ..
الفصل 3
خرج واحد
الورقة : هاكي عمري ليا هاذ الورقة بالبيانات ديالك .. تعجبت من طريقة نطقو
للدارجة كانت عندو مصرحة خذيت من عندو ستيلو و عمرت الورقة بالمعلومات اللي طالب ،
كنت مركزة حتى كنسمعو قال : كيدايرة لاباس عليك ؟ .. قررت باش نتعامل معاه بلطف
نظرا لأننا غتجمعنا الخدمة بابتسامة جاوبتو : الحمد لله و نتا ؟ .. كانت صدمتي
كبيرة منين هزيت عيني و لقيتو داير الكيت و كيهضر فالتيليفون، شاف فيا بنص عين و
فهمت من ملامحو : نتي شكون حاشاها ليك؟ .. رجعت ركزت فالورقة اللي قدامي أما هو
فبقى مزال كيهضر فالتيليفون : واش ساليتي ؟ .. ماجاوبتش بيني و بينكم خفت نتفرط
ثاني حتى سمعتو عاودها : آنسة معك كنهضر ساليتي ؟ .. هزيت راسي بالإيجاب و رجعت
ليه الورقة حطها فواحد الملف بلا مايشوفها ماعجبنيش التصرف على الأقل يدير فيها
غير شوفة : صراحة سبق ليا و ذقت وجبة ديالك حمقاتني بزاف أنا من عشاق الطبخ
المغربي و قبل مانستاقر فالمغرب كنت كنزورو بزاف على قبل الأكل ماتصوريش مدى
إدماني عليه داكشي علاش فكرت فهاذ المشروع و أنا جد سعيد لأننا غنخدمو بجوج ..
عصبني بزاف مور تصرف اللي دار فالورقة داكشي علاش قررت نرد ليه الصرف و ماعطيت حتى
قيمة لهاذ الخطاب ديالو ، جمعت الوقفة و خرجت ماباقي عندي ماندير ..*** مشيت
للبحر، سمعت عليه بزاف باللي كيريح الهموم كان الجو زوين و كينعش الروح ، ناس
كثيرة جات تخوي همها على البحر و تمشي بحالها طبعا ماكيتغير والو! و لكن على الأقل
كترتاح .. كان منظر غروب الشمس رائع وصوت الأمواج أجمل سيمفونية ممكن تسمعها ؛ شعور
يفوق الوصف تسائلت مع راسي علاش ماطاحتش عليا فكرة نجي للبحر من قبل ؟ علاش حرمت
راسي من هاذ اللحظة ؟ مر من قدام عيني شريط حياتي اللي فارغ من الأحداث ، كأنه
عبارة عن حدث واحد كيتكرر كل يوم .. شفت ساعة و لقيتها السبعة ؛ ماقدرتش نتيق أنني
كثر من 3 ساعات جالسة هنا بلا مانحس .. دخلت للدار و لقيت جنى كتفرج ففيلم رعب
شاركتها المشاهدة و باغا نجرب إحساس الخلعة هاذ المرة كنحس بقلبي غيسكت من كثرة
الخوف و ستغربت من جنى! مهدنة و مرتاحة كأنها كتفرج فطوم و جيري: هادشي ماحرك فيك
والو ؟ .. جوباتني بعدم تسوق: هادشي كيف والو تفرجت فما أخطر من هذا غير بغيت
نتكايس عليك و نقصت لادوز و صافي خلينا من الأفلام فرح علاش كتصرفي مع راهول بعدم
لباقة ، أش دار ليك هاذ سيد حتى ماحاملاهش هاكا ؟ .. مالقيتش شي سبب: هكاك ماتصرطش
ليا و صافي خاطري كيتتزير غير كنشوفو و نتي شفتك كدافعي عليه ياكمة .. تساءلات:
ياكمة أش ؟ صافي فهمت لا يا للا هادشي اللي فبالك مكاينش تعرفت على راهول فواحد
المعرض هندي تنظم فالمغرب و بقينا كنهضرو لقيتو شاب مرح و نشيط و ذكي و مفروح و
بقينا على تواصل فالفيسبوك .. استغربت : كيضحك و مفروح ؟ مابايناش كاع فيه! ..
عطاتني للعظم: معامن بغيتيه يهضر و يضحك مع وحدة السلام مكطلعهاش ولا بغيتيه يكركر
بوحدو راه ماشي بهلوان ! .. حسيت باللي تصرفاتي مع راهول ماعندهمش مبرر هو حاليا
زميلي فالعمل و خاص يكون بيناتنا حوار باش نقدرو نجحو المشروع ، قررت نبدل
السيستيم و نولي أكثر اجتماعية معاه .. فقت مع الفجر و صليت و قريت القرءان حتى
صبح الحال فالصراحة مكنتش هاكا و لكن بغيت نكون أكثر قرب من الله ، حسيت بشعور
المنافق ؛ علاش الإنسان حتى كيطيح فمشكل و لا كيحس بأجلو قريب عاد كيوطد علاقتو
بالخالق ؟ علاش بزاف منا كيتفكر واجباتو الدينية غير فالضراء ؟ حسيت بالتقصير من
هاذ الناحية ! ولكن القرءان عطاني راحة و نفس جديد باش نبدا صباحي كلو نشاط و
حيوية ؛ داكشي ديال نيسكافي غير إشاعة .. وصلت للخدمة كان راهول سابقني سلمت عليه
و مبتاسمة و هو رد سلامي و بقا غير مبهوظ..
الفصل 4
عندي فكرة علاش
مايكونش عمل مشترك و نقدمو أطباق مغربية /هندية .. الفكرة اللي طرحت عجبات راهول و
بالمناسبة عرفني على راسو كثر : ماقدمتش ليك راسي أنا راهول كابور 27 عام تزاديت
فالهند من عائلة مسلمة و لكن كبرت و قريت فدبي و مستاقر حاليا فالمغرب من هاذي 5
سنين ولكن قبل مانستاقر فيه كنت كنجي ليه بزاف و أمي مغربية داكشي علاش كنهضر
المغربية بطلاقة .. مكنتش قل صواب منو و قدمت ليه نفسي : متشرفين أنا فرح 25 عام
بالمناسبة مرحبا بيك فالمغرب .
بديت الخدمة
بعزيمة كبيرة لأنني بغيت نشوف المشروع خرج للوجود قبل مانخرج من الوجود ، وصل صديق
راهول على قِبل الديكور سميتو راج ..صراحة ضيعت عمري فالطبخ كان خاصني نخدم شوافة
؛ تماما كما تخيلتو شاب طويل ووسيم ، كانو كيهضرو بالهندية و حسيت براسي فمسلسل
هندي .. مد يديه كيسلم على راهول : نمستي (السلام ) أب تيك تي هو ؟ (هل أنت بخير ؟
) .. جاني راهول فشكل منين هضر بالهندية : مي تيكو (بخير) ..راج تلفت ليا : كيساهي
؟ ابكا نام كياهي ؟ .. راهول تكلف بالترجمة : قاليك كيدايرة و شنو سميتك ؟ أنا
غنجاوبو (شاف فيه ) فرح . موجي ماف كردو مي جاراهو ( سامحني عليا الذهاب) . عطاه
راج الإذن باش يمشي و بقا هو جالس كيتأمل المطعم ،خاصو إصلاحات كثيرة و بالتالي
خدمة كثيرة .. أنا وراهول كنا فالمكتب كنهضرو على المشروع راهول كان مهدن و واخذ
الأمور بالشوية عكسي أنا اللي كنت تالفة و غير كنهضر و بعض المرات كنخربق خاصني
كلشي يكون كامل و مثالي .. جر كرسي و شير لي نجلس : فرح مالك معصبة ؟ تهدني كل
الأمور غتكون مزيان بالهدوء ماشي بالأعصاب.. توثرت بزاف : خايفة نفشلو خايفة
مانجحش .. قطع هضرتي : عرفتي شحال من مشروع دخلت ليه من قبل و فشل كل مرة كنفكر
فكرة جديدة و مكتعطي حتى نتيجة و هانا حداك دابا مزال كنجرب ! ماعمرك تخافي من
الفشل بالعكس كل تجربة كتعلمنا حاجة جديدة عايشين فالدنيا باش نتعلمو .. ستغربت من
هدوئو : مافهمتش سبب هدوئك هانتا كتقول فشلت بزاف المرات قبل و دابا جالس و
مامسوقش! .. زاد كملها و جملها ضاحك و مكالمي: فاش كنت كنقرا فدبي كان عندي صديق
كوري ؛ أنا كنت بحالك كنخاف من المحاولة كنخاف نفشل ولكن لقيتو ديما مساندني كان
كيقول ليا 'ويون سونغي دو نامو إيه سيود يوليو جيندا ' حتى القردة تسقط من الشجرة
هذا مثل عندهم فكوريا كيعني أن البشر أبعد مايكونو عن الكمال حتى الخبراء
فمجالاتهم ، بعض المرات كلمة كتغير حياتنا و تصرفاتنا من ذيك ساعة و أنا كنحاول و
نجرب و مكنخافش و مكنيأسش و منين كنت كنعيا و ندخل فبالي أنني غنوقف كان كيشد يدي
و يقول ' غو ساينغ غيوت إيه ناكي إيون دا ' في نهاية المشقة تأتي السعادة .
خرجت من الخدمة
اليوم و عقلي كنحس بيه توضر .. علاش كنعقد الأمور ؟ علاش ضيعت عمري منغالقة على
راسي ؟ جاتني الغيرة من حياة راهول لو كنت فمكانو و عانيت من كل أنواع هاذ الفشل
أكيد نخاف نجرب مرة أخرى و هو فكل مرة كيطيح و ينوض بعزيمة قوية .. قررت نبدل نمط
حياتي مابقا والو على الرحيل ، جات فبالي كل الأفكار المجنونة اللي نبغي نديرها
قبل ما مول الأمانة يدي أمانتو، باقي قدامي شوية ديال الوقت و مزال عايشة علاش
اللي مانعيش أنا محاطة بناس مرحة و كيعطيوني جرعة أمل فالحياة نستاغل هاذ النقطة
فصالحي..
الفصل 5
** لقيت التحية على راهول أما
راج فكان مشغول فخدمتو كنت متحمسة و قتارحت عليه مساعدة من واحد الصديقة خريجة Infographie و
خدامة حاليا فواحد الشركة تصاوب لينا بطاقات إشهارية Menu .. حيدتي عليا حمل كبير هذا كان
جوابو .. واقفين و كنهضرو فمشروعنا و تفاصيل أكثر و أكثر ماغيقطع هاذ الحوار غير
صوت : راهول . تلفتنا لمصدر الصوت كانت بنت طويلة القامة نوعا ما و قوام رشيق
كتشبه لنجمات بوليود : Nice to meet
you (سررت بلقائك ) .. تبدلو الألوان فوجه راهول منين
شافها : Me too .. Allow me to
introduce my friend... This is Farah... Farah this is Monika (أنا أيضا .. اسمحي لي أن أعرفك بصديقتي .. هذه فرح .. فرح هذه مونيكا ) ..
بركمت فخاطري موينكا نيت بتاسمت و سلمت عليها : Honored to meet you (تشرفت بلقائك)
.. دارت فيا شي شوفات : Thank
you .. You’re working together (شكرا لك أنتما تعملان
معا؟)... هزيت راسي : yes since
a week (نعم منذ أسبوع)... هضرات معايا بنبرة مختالفة من
قبل : I’m his fiancee (أنا خطيبته)... تفاجئت من الخبر : Congratulations (مبروك)... راهول
باغي يصدرها : Monika I’m
busy... see you soon... Say hello to your mother (مونيكا
أنا مشغول.. أراك قريبا.. بلغي والدتك تحياتي)... مونيكا مامحركاش : how long has it been (لم أرك منذ مدة طويلة)... طفح الكيل : See you tomorrow... Keep in touch (أراك
غدا.. لنبقى على اتصال).
مشات مونيكا
بخاطر مكسور بقات فيا على المعاملة الباردة اللي عاملها بيها لمتو على الطريقة باش
تصرف معاها؛ تفقس و طلب مني مانتدخلش نظرا لأن الموضوع شخصي ،عرفت خطأي و باركت
ليه ، ماجاوبنيش و رجع للخدمة جاه اتصال شاف التيليفون قطع و طفاه .. اللي شاف
غضبو عليها قبيلة غيطيح فبالو باللي اليوم ماغيقدرش يخدم و لكن اللي وقع كان عكس
توقعاتي ! خدام بنفس الحماس ديال ديما ، مرة مرة كيهضر مع راج طبعا نظرا أن الحوار
بالهندية ماكنت كنفهم فيه والو
..
دخلت للدار و كانت
جنى مزال ماجات بدلت حوايجي و جلست كنتسناها غير دخلات وريتها تذكرتين لحضور عرض
مسرحي .. هضرتها مخلطة بالضحك : و زهر عندي نتي و مهدي عارضين عليا دقة وحدة لنفس
العرض المسرحي .. مكنتش كنحمل تجبد ليا سيرتو : هاذ فريميجا ديالك ثاني أش نويتي
معاه كاين شي صح و لا غير الدوران .. دافعات عليه : قالي خاصو غير شوية ديال الوقت
باش يتقدم ليا .. حسيت بيه غير كيتفلى : شحال هاذ الوقت ؟منين عقلت عليه وهو
كيماطل فالماضي كان ماخدامش و فعلا أي شخص ميفكرش فخطوة رسمية و هو ماعندوش عمل و
دابا الحمد لله توظف .. كتخلق ليه أعذار : راك عارفة الزواج ماشي ساهل و خاصو
ترتيبات و مصاريف بزاف .. قطعت هضرتها : ماقلناش يتزوج بيك دابا على الأقل غير
يخطبك باش ماتبقايش كتساراي معاه بلا مبرر و ماتبقايش تقولي المصاريف فلوس القهاوي
عندو و 520 ريال باش يشري جوج قوالب السكر ماعندوش .. غلباتها الضحكة : و حسبتيها
يا ختي زيدي قبل مانلقاو العرض سالا، أش غديري بالتذكرة الزايدة ؟أجي علاش اللي
ماتاصليش براهول .. عارضتها : لا بلاش عطا الله لمن نعطيها
.
**** كانت الدنيا عامرة قدام
المسرح جنى بان ليها مهدي و شيرات ليه ،وصل حدانا و سلم علينا و سولني أش طرا و جرا
حتى جيت للمسرح .. جاوبتو بضحكة صفرا : جيت نفركعو .. ماعاودش معايا الهضرة و دخل
هو و جنى اللي غير شافتو قلبات عليا وجهها ، شفت واحد البنت كتشوف Bonde d’annonce ديال
العرض و مكرهاتش تدخل وصلت حداها و مديت ليها البطاقة ؛ نظرة الفرح اللي شفت
فعينيها تسوى الدنيا كاملة شكراتني بزاف و خذاتها تبعت خطواتها حتى دخلات و تفاجئت
منين لقيت راهول واقف فالباب! .. قلبي ضرب بالجهد؛ يمكن عمر قلبي ضرب بهاذ الطريقة
قبل فحياتي! و حسيت بفرحة منين شفتو ماقدرت نعطي حتى شي تفسير لحالي اللي تبدل
تفكرت خطيبتو، و بما أن الدنيا عامرة فاحتمال أنه يشوفني قليل بزاف تخبيت وسط
الناس و كنحاول ما أمكن مايشوفنيش
...
الفصل 6
اللي خفت منو
طحت فيه يالاه بغيت ندخل حتى وقفاتني واحد اليد و خرجاتني من عباد الله: ممكن نفهم
سبب اللي خلاك تجاهليني و دخلي بحال شي شفار .. كنبين باللي عادي : لا ماشفتكش أش
كتقول أنا شنو يخليني نتجاهلك ؟ .. بدل الموضوع : ماعلينا دخلي نتفرجو فالعرض و
خلي الهضرة من بعد .. دخلت غير بزز مكنتش بغيت نتلاقا بيه جلسنا نشوفو العرض ، ناس
كلها كانت كضحك من الطرائف و أنا ضحكة حلفات لا طلع ؛على أساس قبل كانت كطلع! مرة
مرة كندير شوفة خاطفة فراهول كنلقاه متبع و مستمتع بالعرض ضحكتو زوينة بزاف و
كتزيد تعطيه وسامة على وسامة ، و أنا مالي علاش متبعة كل تحرك ديالو؟ هو خاطب و
أنا ميتة مكاين لاش ندخلو لراسي ، حاولت نحط كل تركيزي على العرض و لكن مكنقدرش
نمنع نفسي نشوف فيه حتى عاق بيا: عارف راسي زوين .. بديت كنقفقف : وو ممن بعد إلى
زوين راك زوين لراسك أنا مالي .. ضحك من التلفة ديالي خفت نزيد نورط راسي : كنت
غير بغيت نقوليك باللي ذيك صاحبتي .. دار علامة سطوب : حنا ماشي فالخدمة دابا واش
نتي هضرتك كلها على الخدمة شوفي العرض و ستمتعي و نتي منين بدا و نتي مغوبشة؛ بحال
إلى كتفرجي ففيلم درامي هاذ الناس كاملين اللي كتشوفيهم هنا كلها و الهم اللي عندو
و جاو باش ينساوه و يضحكو ضحكي
.
حسيت بيه كيآمر
ماديتهاش فهضرتو و كملت على تغوبيشتي جاني الملل و جاتني البكية مابقا والو على
الرحيل و مزال ماقادرة نستمتع بحياتي حاولت عدة مرات ووالو . خرجت من القاعة باش
نشم شوية الهوا و نبقى بعيدة على راهول ، كنت جالسة و شاردة الذهن حتى بانت ليا يد
كتمد ليا كاس ديال القهوة هزيت عيني و كانت فرحتي كبيرة منين لقيتها مروة إحدى
أشهر الكاتبات و اللي أنا فانز كبيرة ليهم: مدام مروة مامتيقاش أنني واقفة حداك ..
بتاسمات: بنتي ليا خرجتي من عرض مسرحي ساخر حزينة؛ و تساءلت مع راسي واش العمل
مكانش ناجح؟ كنبغي نشوف آراء الجميع .. خذيت من عندها الكاس: لا بالعكس العرض كان
هائل و المشكل ماشي فيه المشكل فيا أنا اللي ماعارفاش نستمتع بحياتي .. تساءلات علاش
و جاوبتها بيأس: صعيب تعطي لواحد جرعة أمل جديدة باش يعيش وهو حتى قبل مايعرف
باقتراب رحيلو قدم اساقلتو فالدنيا.. جاوبات بأسى كأني فكرتها فالماضي : اقتراب
الرحيل مصطلح كيخلع لأنه كيعني الموت كيعني النهاية ، قصتي بدات من نهار كتاشفت
مرض السرطان و فقدت معنى الحياة كنت ضعيفة قلبت حياتي حزن ، فكرت مع راسي باللي
البكا مكيدير والو و قررت نتعايش مع المرض رجعت لقرايتي؛ اندامجت مع الناس ؛ كملت
حياتي عادي كأني ماشي مصابة بالسرطان و هادشي نعاكس على نفسيتي و ألفت أول كتاب
ليا و نجحت المرض عطاني انطلاقة جديدة و مع المدة قدرت نتغلب عليه (شدات يدي) بعض
المرات النهاية كتكتب فصل لبداية جديدة بزاف منا كيضيع عمرو و هو كيقلب على
السعادة و هي حداه ، عيشي حياتك بتفاؤل؛ تسامح ؛ بالحب و الرضى بقدر الله ثيقي
فراسك واجهي المرض ماتخليهش يتغلب عليك بالعكس تعايشي معاه .. سمعنا صوت التصفيق
فالقاعة و بما أنها هي اللي كتبات العرض خاصها تكون حاضرة ، عنقتها و همست ليها
فوذنيها : شكرا بزاف .. بتاسمات ليا ومدات ليا كارط بوسطال مكتوب فيها ' حياتي
التي أعيشها كالقهوة التي أشربها على كثر ما هي مرة فيها حلاوة' .
***ليس بالضرورة أن تلفظ أنفاسك و تغمض عينيك يتوقف قلبك عن
النبض؛ يتوقف جسدك عن الحركة كي يقال عنك: إنك فارقت الحياة... فبيننا الكثير من
الموتى يتحدثون؛ يتحركون؛ يأكلون؛ يشربون؛ يضحكون لكنهم موتى.. يمارسون الحياة بلا
حياة .. مفاهيم الموت لدى الناس تختلف فهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنسانا عزيزا
و يخيل إليه أنا الحياة قد انتهت و أن ذلك العزيز أغلق أبواب الحياة خلفه و أن
دوره في الحياة بعده قد انتهى.. هناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل من كل
الجهات و يكبله إحساسه بالإحباط عن التقدم ف يخيل له أن صلاحيته في الحياة قد
انتهت و أنه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من أجله.. و البعض تتوقف الحياة في
عينيه في لحظات الحزن و يظن أنه لا نهاية لهذا الحزن و أنه ليس فوق الأرض من هو
أتعس منه فيقسو على نفسه حين يحكم عليها بالموت و ينفذ عليها حكم الموت بلا تردد و
ينزع الحياة من قلبه و يعيش بين الآخرين كالميت تماما.. فلم يعد المعنى الوحيد
للموت هو الرحيل عن هذه الحياة فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة و يعيش كل تفاصيل
و تضاريس الموت وهو مزال على قيد الحياة.. فالكثير منا يتمنى الموت في لحظات
الانكسار ظنا منه أن الموت هو الحل الوحيد و النهاية السعيدة لسلسلة العذاب لكن..
هل سأل أحدنا نفسه يوما : ترى ماذا بعد الموت ؟ .. نعم .. ماذا بعد الموت ؟.. حفرة
ضيقة و ظلمة دامسة و غربة موحشة و سؤال و عقاب و عذاب و إما جنة أو نار.. فهم
كانوا هنا ثم رحلوا، غابوا و لهم أسبابهم في الغياب لكن الحياة خلفهم ما زالت
مستمرة.. فالشمس مازالت تشرق و الأيام ما زالت تتوالى و الزمن لم يتوقف بعد و نحن
مازلنا هنا مازال في الجسد دم و في القلب نبض و في العمر بقية.. فلماذا نعيش بلا
حياة .. و نموت بلا موت ؟ .. فإذا توقفت الحياة في أعيننا فيجب أن لا تتوقف في
قلوبنا فالموت الحقيقي هو موت القلوب (منقول بدون تصرف...يتبع في الجزء الثاني